سلك القرآن الكريم في تحقيق هذه الأغراض وسائل متعددة، سواءً في أسلوب العرض، أو في طبيعة المضمون، وكان الوحي قريباً من الناس، رقيباً عليهم، جاهزاً لدفع شبه تطرح، أو الإجابة عن سؤال يرد، ولقد وعد الله تعالى رسوله بهذا: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ
پ ژ [الفرقان: ٣٣].
فكان هذا المنهج يمد الرسول ﷺ بالقوة، وهو يواجه خصوم الدعوة، ويبعث في نفسه الثقة المطلقة بما هو عليه، ويدعو إليه.
وكان لهذا المنهج كذلك أثره البالغ في نفوس الناس آنذاك، إذ كان المؤمن يشعر أنه في كنف الله الدائم، وأن رعاية الله تعالى تحوطه من كل جانب، كما كان يشعر الكافر والمنافق أنه تحت النظر، وأن الله له بالمرصاد يقول الله تعالى في وصف بعض أحوال المنافقين: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟چ چ چ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [التوبة: ٦٤].
ونزل مثل هذا في شأن اليهود، حين توهموا أنهم خدعوا رسول الله ﷺ بإجابتهم له، فقال الله تعالى فيهم: ژ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ چ چ چ ژ [آل عمران: ١٨٨].
لقد كان القرآن الكريم مرآة ناصعة البياض لعصره، تامة الصفاء، حين سجَّل الأحداث، ورصد تصرفات الناس، وقدم حلولاً وصحح مفاهيم، وقوَّم اعوجاجًا في مناحي الحياة كلها، ودونك الآيات القرآنية، مكيها ومدنيها فهي شاهدة بدلالاتها وهداياتها، وما صاحبها من أسباب نزول، على كل ما عرضنا له.
جاء الواقع شاهداً آخر حين استجاب الناس لرب العالمين، وتفاعلوا مع كتابه المبين، واتبعوا رسوله الأمين.
الأمر الثاني: تأثر القرآن بأحداث العصر، وبثقافة أهله وإفادته من هذا كله، مما يعني أنه كان متأثراً بالبيئة، لا مؤثراً فيها، وهو ما توهَّمه المستشرقون _ عامة المستشرقين _ وزعموه، أمثال: نولدكه، وجولدتسيهر، وبلاشير، ولامنْز، وكازانوفا.
هذه المقولة التي ساقها هؤلاء تؤكد بجلاء أن أهل مكة حين كفرهم كانوا أكثر احتراماً لأنفسهم، من هؤلاء الذين يدَّعون العلم والموضوعية.