إننا نبيح لأنفسنا أن نتنَزل مع هذا الخصم، ونفرض أن رغبة كهذه كانت لدى الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل كانت الرغبة نفسها لدى اليهود، لقد جاور اليهود العرب في جزيرة العرب بعامة، وفي المدينة بخاصة عشرات السنين، ولم ينقل لنا قط أنهم تركوا أثراً فيمن حولهم من العرب.
كيف يتصور _ والحالة هذه _ أن ينتقل أثرهم إلى الساحة الإسلامية بهذه السرعة، وبخاصة أنه لدى الرسول ﷺ وحي محفوظ ولدى اليهود عداوة سابقة للرسول ﷺ مُقَدَّماً، وضنٌّ بما بين أيديهم على ما فيه من سوء وتحريف، وفي هذا يقول الله تعالى في شأنهم:
ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ژ [البقرة: ٧٦].
إن المرء ليعجب من تغافل هؤلاء المستشرقين - وهم يقولون ما يقولون - كيف تجاهلوا أن الرسول ﷺ منذ شرَّف المدينة بهجرته إليها نزل عليه قرآن ينعى على اليهود تحريفهم للتوراة، ويشنع عليهم بسبب تلاعبهم في أحكام الله تعالى؟!
لقد كان من أول ما نزل على الرسول ﷺ في المدينة قول الله تعالى: ژ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ چ چ چ چ ؟ ؟ ژ [البقرة: ٧٩].