ولا يفوتني في هذا التمهيد المختصر أن أشير إلى (معجم ألفاظ القرآن الكريم) الذي وضعه مجمع اللغة العربية في القاهرة، وصدر عام ١٣٩٠ هـ وهو مرجع جيد في هذا الباب. ولكن لم يتحقق به الهدف الذي ذكره الأستاذ محمد حسين هيكل الذي اقترح وضعه على مجمع اللغة، وقد أشار إليه في تقديمه لكتاب (معجم غريب القرآن مستخرجاً من صحيح البخاري) للأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي، فقال: "فالفكرة التي قصدت أنا إليها يوم اقترحت وضع هذا المعجم هي أن يقف من يدرس القرآن على معاني ألفاظه عند العرب حين أوحاه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فكثيراً ما تتغير قيم الألفاظ وإن لم تتغير معانيها تغيراً أساسياً.." (١).
وقد ألف في الهند في النصف الأول من القرن الماضي كتاب في تفسير ألفاظ القرآن سماه مؤلفه (مفردات القرآن)، وكان مختلفاً عن كثير من الكتب المؤلفة في هذا الفن، فلم يكن الغرض من تأليفه الاختصار أو التسهيل أو الحفظ، وكان من مقاصده ما أشار إليه الأستاذ محمد حسين هيكل، ومع أن الكتاب لم يكمل ونشر عن مسودة، وإنه لجدير بما تضمنه من تحقيقات ونظرات جديدة وفوائد قيمة أن يعرّف به في هذه الندوة الكريمة.
وقد ألّفه مؤلفه مثل سائر كتبه في علوم القرآن باللغة العربية، ليطلع عليها علماء العالم الإسلامي، ولم يعبأ بإلحاح أستاذه شبلي النعماني وأصدقائه على التأليف بلغة قومه (الأردية) ولكن المؤسف أنه لم يتحقق غرضه، ومما يدل على ذلك أنه لاتوجد ترجمة له في المراجع التي ترجمت للأعلام مثل كتاب الزركلي. ومن هنا رأى الباحث أن يعرّف بالمؤلف قبل التعريف بكتابه المذكور.
الفصل الأول
ترجمة المؤلف
(١) اسمه ونسبه ونشأته العلمية:
... هو عبد الحميد بن عبدالكريم بن قربان قنبر بن تاج علي، حميد الدين، أبو أحمد الأنصاري، الفراهي.