ثم تعلم اللغة الفارسية في منزله أيضاً في مدة تسعة أشهر (١)، أخذها عن مؤدبه الثاني الشيخ محمد مهدي، وكان من علماء الفارسية وشعرائها (٢). وسرعان ما حصلت له بذكائه وتوقد ذهنه ملكة قوية في اللغة الفارسية، وامتلك ناصية البيان، فبدأ يقرض الشعر، ولم تمض مدة قليلة حتى أخذ يجاري فحول شعراء الفارسية. فقال قصيدة صعبة الرديف - وهو ابن ست عشرة سنة - عارض بها قصيدة خاقاني الشرواني الملقب بحسان العجم (ت ٥٩٥ هـ) (٣)، فلما عرضها ابن عمته العلامة شبلي النعماني (ت ١٣٣٢ هـ) (٤) على أستاذه الشيخ فاروق العباسي -من كبار أدباء الفارسية- وسأله عن قائلها، قال: لا أدري ولكن الظاهر أنها لبعض الشعراء المتقدمين. (٥)
بدأ الفراهي تعلم اللغة العربية، وهو ابن أربع عشرة سنة، فانتقل من قريته إلى مدينة (أعظم جره) وقرأ فيها أكثر كتب الدرس النظامي على العلامة شبلي الذي كان أكبر منه بست سنين. ثم توجه معه إلى مدينة (لكناؤ) وحضر هناك مدة يسيرة في دروس العلامة الفقيه الشهير عبدالحي الأنصاري اللكنوي (ت ١٣٠٤ هـ) (٦)، كما أخذ عن الشيخ فضل الله بن نعمة الله الأنصاري (ت ١٣١٢ هـ) أحد الفضلاء البارعين في المعقولات (٧).

(١) المرجع السابق ص ٢٦٠.
(٢) نزهة الخواطر ٨: ٢٤٨ وقد اطلعت على نسخة خطية من ديوانه الفارسي عند الشيخ بدر الدين الإصلاحي رحمه الله.
(٣) انظر ترجمته في لباب الألباب: ٤٠٥.
(٤) انظر في سيرته كتاب (حيات شبلي) للسيد سليمان الندوي والأعلام للزركلي ٣ : ٣٥٥.
(٥) حيات حميد: ٢٨.
(٦) انظر ترجمته في نزهة الخواطر ٨: ٢٥٠.
(٧) نزهة الخواطر ٨: ص ٢٤٨ وانظر ترجمته في ٨: ٣٨٧.


الصفحة التالية
Icon