أما الإنجليزية فقد أتقن دراستها، وألّف فيها وحاضر، وقد اطلع بواسطتها على كتابات المستشرقين عن القرآن وتاريخ العرب، وعلى الأدب الإنجليزي شعراً ونثراً وبلاغةً، وعلى كتب الفلسفة الحديثة وما ترجم إليها من كتب الفلسفة والآداب اليونانية. ومن مؤلفاته بالإنجليزية رسالة في عقيدة الشفاعة والكفارة، ردّ بها على بعض علماء النصارى. (١)
وقد أقرت ندوة العلماء في اجتماعها السنوي الذي عقد في دلهي عام ١٣٢٨هـ قرار إعداد ترجمة إنجليزية لمعاني القرآن الكريم، نظراً لأن التراجم الأخرى الموجودة في ذلك الحين تمت على أيدي النصارى. فشكّلت لجنة مؤلفة من العلامة الفراهي والنواب عماد الملك البلجرامي والشيخ محمد صالح، على أن يقوم عماد الملك بالترجمة ويراجعها الفراهي والشيخ محمد صالح. (٢)
وقد درس الفراهي -رحمه الله- اللغة العبرانية، كما سبق، والذي دعاه إلى ذلك انتشار جمعيات التنصير في عهده في الهند، والرد عليهم من كتبهم يقتضي الاطلاع المباشر على كتب اليهود والنصارى، فاستفاد الفراهي بمعرفته للغة العبرانية ووقوفه على الدراسات المتعلقة بصحف أهل الكتاب في اللغة الإنجليزية، في كشف كثير من تحريفاتهم بنصوص كتبهم، كما نرى في كتابه (الرأي الصحيح فيمن هو الذبيح) فقد جاء بثلاثة عشر دليلاً من التوراة نفسها للرد على زعمهم بأن الذبيح إسحاق عليه السلام، وناقش علماء أهل الكتاب، وفسّر ما أشكل عليهم من كتبهم. ومن مؤلفاته التي لم يكملها (الطريف في التحريف) الذي كان يريد أن يجمع فيه جملة من تحريفاتهم.
(٢) حيات شبلي : ٥٨٢.