كتب المستشرقون كثيراً في ألفاظ القرآن، وزعموا أن عدداً كبيراً منها أخذه النبي ﷺ من اليهود والنصارى، وأن بعضها لم يفهمه النبي صلى الله عليه وسلم، فأخطأ في استعماله في القرآن ﴿ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ﴾ (الكهف : ٥). ، وكان العلامة الفراهي رحمه الله مطلعاً على كتابات هؤلاء، فردّ عليهم في هذا الكتاب، وقد بيّن في تفسير بعض الكلمات خطأ علماء اليهود أنفسهم في فهم صحفهم، فيقول في كلمة (هادوا): "زعم الطاعنون في القرآن أن هذه الكلمة خطأ فإن اسم اليهود ليس مأخوذاً من مادة هود، بل هو للنسبة إلى يهودا فنبين اشتقاق هذا الاسم لتعلم أن طعنهم من سوء فهمهم القرآن وصحفهم.." (١)، وكذلك يقول في كلمة (النصارى): "زعم الطاعنون أن القرآن لم يعرف هذه التسمية وجعلها من النصرة لما جاء فيه ﴿ كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ﴾ (االصف : ١٤). وهذا الطعن منشؤه الجهل بمعنى الآية، فإنها إنما ذكرت أمراً حقاً، ولم تذكر وجه التسمية. نعم، فيها إشارة إلى أن المسمّين بالنصارى يجب عليهم نصر الحق، لما في اسمهم تذكار لذلك، وأمثال هذه الإشارات توجد في كلام الأنبياء". ثم ذكر مثالاً لذلك من إنجيل متّى (٢).
٣- الإحالة في التفسير على كتاب المفردات تجنباً للتكرار:
(٢) مفردات القرآن: ٦٩.