طريقته في تفسير (نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان) أنه يتناول مجموعة آيات من السورة، ويفسّر أولاً مفرداتها، فالألفاظ التي كان يراها بحاجة إلى تفصيل القول فيها وتكثير الشواهد عليها، أراد أن يجمعها في كتاب المفردات ليجمل الكلام عليها في التفسير ويحيل الراغب في التفصيل على كتاب المفردات، وقد أشار إلى ذلك في خطبة كتاب المفردات قائلاً: "أما بعد، فهذا كتاب في مفردات القرآن، جعلته مما نحول إليه في كتاب نظام القرآن، لكيلا نحتاج إلى تكرار بحث المفردات، إلا في مواضع يسيرة يكون فيها الصحيح غير المشهور، فنذكر بقدر ما تطمئن به القلوب السليمة". (١)
(٢) بناء الكتاب:
مما يبعث على الأسف أن كتاب المفردات من الكتب التي لم يقدّر للفراهي أن يكملها. والدلائل على ذلك كثيرة منها:
١- أنه يحيل في تفسير بعض الألفاظ عليه، وهو غير موجود فيه، نحو كلمة (المثاني) إذ قال في بعض تعليقاته على نسخته من لسان العرب: "الشواهد على ما قلنا ذكرناها في كتابنا في مفردات القرآن" (٢). ولما تكلّم في تفسير سورة البقرة على اسم الإشارة (ذلك) في قوله تعالى: ﴿ ذلك الكتاب لا ريب فيه ﴾ أحال على المفردات (٣)، والكلمتان غير واردتين في مسودته التي وصلتنا.
٢- ما ورد في الكتاب في الصفحتين ٩ - ١٠ بعنوان "في ألفاظ القرآن" و "العام والخاص" و"الحروف المقطعات" ليس إلا تذكرة كتبها المؤلّف لنفسه، حتى يفصلها في فصول كاملة. ومما يدل على ذلك أنه في "العام والخاص" أشار إلى أن في سورة الأعراف مثالاً للعطف ولم يذكر ذلك المثال. وقال في "الحروف المقطعات": "وإنا نورد كل ما علمنا من أقوالهم". ولكن لم يورد شيئاً منها هنا، ولا أتمّ كلامه على الحروف المقطعات.

(١) المرجع السابق: ٣.
(٢) لسان العرب (ثنى) نسخة الفراهي المحفوظة في مكتبة مدرسة الإصلاح.
(٣) تفسير سورة البقرة، مخطوط.


الصفحة التالية
Icon