وعلّق عليه الفراهي بقوله: "قال الجوهري في هذا الشعر: آلاؤه: خصاله الجميلة، ولكنه لم يثبت على هذا المعنى الذي هو أصله، فقال في مادة (ألا): والآلاء النعم، فاتبع ما فهم المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنه". يقول الباحث: وقد فسر بذلك قبل الجوهري الأخفش الأصغر (ت ٣١٥هـ) في الاختيارين فقال: "آلاؤه: خصاله الصالحة التي فيه" (١). وبه فسره الجواليقي في شرحه لأدب الكاتب (٢).
ومن شواهد المؤلف قول فضالة بن زيد العدواني وهو من المعمرين:
وفي الفقر ذل للرقاب وقلما... رأيت فقيراً غير نِكس مذمم
يلام وإن كان الصواب بكفه... ويُحمد آلاء البخيل المدرهم (٣)
......
يقول المؤلف: أي يحمدون صفات البخيل وفعاله. وهذا البيت أوضح دلالة مما ذكرنا قبله على معنى الآلاء.
ومنها قول الخنساء:
فبكّي أخاك لآلائه... إذا المجد ضيّعه السائسونا
يقول شارح الديوان - وهو ثعلب في ما زعمه محقق الديوان - في تفسير البيت: "لآلائه أي لغنائه وبلائه ومجده" (٤).
ومنها قول الحماسي:
إذا ما امرؤ أثنى بآلاء ميت... فلا يبعد الله الوليد بن أدهما
فما كان مفراحاً إذا الخير مسه... ولا كان مناناً إذا هو أنعما (٥)
......
يقول الفراهي: ففسر ما أراد من الآلاء بذكر أنه لم يكن مفراحاً إذا مسه الخير، ولا مناناً إذا أنعم.
وعند كاتب البحث شواهد أخرى تؤيد قول المؤلف، يصرف النظر عنها خشية الإطالة.
المثال الثاني: كلمة العصر (ص ٥٦ - ٥٧)

(١) الاختيارين: ٤٦٩.
(٢) شرح أدب الكاتب : ٢٢٧.
(٣) الحماسة البصرية ٢: ٨٢.
(٤) ديوانها: ٣٥٣، ويرى الدكتور محمد جبار المعيبد أن الشرح ليس لثعلب (ت ٢٩١هـ)، وإنما هو لمؤلف عاش في النصف الأول من القرن الثالث الهجري في بلاد فارس أو تردد عليها، وقد يكون لأبي سعيد الضرير. انظر مقاله في مجلة المجمع العلمي الأردني، السنة ٢٠ العدد ٥٠.
(٥) حماسة أبي تمام ١: ٤٥٢ وقد سمي الشاعر في إحدى نسخها: تميم بن بدر.


الصفحة التالية
Icon