وفسّره الفراهي بقوله: "أي هذا الزمان بعد ذلك أيضاً ماض ومارّ" ومن الشواهد التي علق عليها الفراهي خلال قراءته لدواوين الشعر الجاهلي قول عبدالله بن سلمة الغامدي من قصيدة له:
فإن تشب القرون فذاك عصر | وعاقبةُ الأصاغر أن يشيبوا (١) |
ومن أوضح الشواهد التي وقعت عليها قول لبيد بن النِّمس الغساني:
نحن كنا الملوك في عُصُر الدهر | وكنتم - فيم الأناة - عبيدا (٢) |
طحابك قلب في الحسان طروب | بعيد الشباب عصر حان مشيب (٣) |
المثال الثالث: كلمة درس (ص ٣٨ - ٣٩)
جاءت مادة (درس) في القرآن الكريم ست مرات وكلها بمعنى القراءة، أما في اللغة فمن معانيها غير القراءة: البلى، والجرب، والدياس، والأكل الشديد. وقد زعم بعض المستشرقين أن الدرس بمعنى القراءة أخذه النبي ﷺ من اليهود (٥)، فرد عليه الفراهي في كتاب المفردات بأن " النبي كيف يتكلم قوماً بلسانهم ثم يزيد فيه ما ليس منه، والقرآن يصرح بأنه عربي مبين، فلا يكون فيه إلا ما عرفته العرب ".
(١) المفضليات: ١٠٤.
(٢) الأنوار ومحاسن الأشعار ١ / ١٩٨.
(٣) المفضليات ٣٩١.
(٤) مقاييس اللغة ٤: ٣٤٠.
(٥) انظر جيفري: ٢٨٣.
(٢) الأنوار ومحاسن الأشعار ١ / ١٩٨.
(٣) المفضليات ٣٩١.
(٤) مقاييس اللغة ٤: ٣٤٠.
(٥) انظر جيفري: ٢٨٣.