ثم بيّن أصل المادة ومشتقاتها في العربية فقال: " أصله الحك والمشق، ومنه للخط، قال أبو دواد:
ونؤي أضرَّ به السافياءُ | كدرس من النون حين امحى (١) |
وقد ذهب الراغب إلى أن الأصل في مادة درس قولهم (درس الدار) بمعنى بقي أثرها، ولما كان بقاء الأثر يقتضي انمحاءه في نفسه فسر الدروس بالانمحاء ثم قال: "وكذا درس الكتاب ودرست العلم: تناولت أثره بالحفظ. ولما كان تناول ذلك بمداومة القراءة عبر عن إدامة القراءة بالدرس... ودرس البعير: صار فيه أثر جرب" (٢). فكأن أصل المعنى لهذا اللفظ عند الراغب: بقاء الأثر، ومنه تفرعت المعاني الأخرى، ولا يخفى مافيه من التكلف والبعد. أما ابن فارس فجعل أصل المعنى الخفاء والخفض والعفاء، وقال: "ومن الباب درست القرآن وغيره، وذلك أنّ الدارس يتتبع ما كان قرأ، كالسالك للطريق يتتبعه" (٣).
وفي الكتاب أمثلة أخرى لتأصيل الكلمات التي زعم المستشرقون أنها مأخوذة من أهل الكتاب نحو سفرة، وسبح، والصلاة، والركوع.
(٥) مآخذ على الكتاب :
(١) انظر لسان العرب (سفا).
(٢) مفردات الراغب، ص ٣١١.
(٣) مقاييس اللغة ٢ : ٢٦٧.
(٢) مفردات الراغب، ص ٣١١.
(٣) مقاييس اللغة ٢ : ٢٦٧.