وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "يا عبادي كلُّكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلُّكم جائع إلا من أطعمته.." رواه مسلم (رقم: ٢٥٧٧) إلى آخر الحديث.
فهو المنزَّه عن كلِّ ما ينافي صفات المجد والعظمة والكمال، وهو المنزَّه عن الضد والند والكفؤ والأمثال، وذلك داخل في اسمه القدوس السَّلام.
المؤمن
الإيمان يرجع معناه إلى التصديق والاعتراف، وما يقتضيه ذلك من الإرشاد وتصديق الصادقين وإقامة البراهين على صدقهم، فهو تعالى المؤمن الذي هو كما أثنى على نفسه، وما عَرَّفه رسلّه وعبادَه من أسمائه وصفاته، وآثار ذلك مما هو أعظم أوصاف خيار الخلق من معرفته والإيمان به هو شيء يسير بالنسبة إلى ماله من الكمال المطلق من كلِّ وجه، فهو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده.
وهو تعالى الذي صدّق رسله وشهد بصدقهم بقوله وفعله وإقراره حيث أخبر عن صدقهم. وفعل تعالى أفعالاً كثيرة من معجزات وآيات وخوارق كثيرة وبراهين متنوعة تُعَرِّف العباد بصدقهم وتشهد بالحق الذين جاؤوا به، فكلُّ المطالب والمسائل العظيمة لم يبق منها شيء إلا أقام عليه من البراهين شيئًا كثيرًا. وقال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: ٥٣].
فالإيمان الراجع إلى المعرفة و المحبة اللهُ أحق به وأولى به، ولنقتصر على هذه الإشارة في هذا المحلِّ العظيم. [في تفسير المؤمن] ما بين المعكوفتين زيادة من النسخة الثالثة، وهي ملحقة بخط الشيخ ابن سعدي رحمه الله..
الشهيد المهيمن المحيط


الصفحة التالية
Icon