وهو كتاب بحره عميق، وفهمه دقيق، وخزائنه ملأى، لا يصل إلى استخراج كنوزه، واستنباط جواهره إلا مَنْ تبحر في العلوم وعامل الله تعالى بتقواه في سره وعلانيته.
ونحسب أنَّ الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله– كذلك، إذ قد منَّ الله عليه بكتابة عدد من المؤلفات النافعة حول القرآن الكريم، لقيت القبول بين المسلمين، وانتشرت بين أهل العلم وطلابه، وأفاد منها الخاص والعام، ويأتي في مقدمتها كتابه الذي ألفه في تفسير القرآن، وخلاصته، والقواعد الحسان التي يحتاج إليها المفسر، إلى غير ذلك مما ألَّفه -رحمه الله- في خدمة كتاب الله -عزَّ وجل-.
وهذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن الموسوم بـ (فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن) هو أحد مؤلفاته النفيسة المتعلقة بكتاب الله تعالى يخرج على طلاب العلم لأول مرَّة، وقد جمع فيه -رحمه الله– أهم علوم القرآن وأجلَّها على الإطلاق وهي ثلاثة علوم:
١- علم التوحيد والعقائد الدينية.
٢- علم الأخلاق والخصال الفاضلة.
٣- علم الأحكام للعبادات والمعاملات.
بذلك الأسلوب العلمي الرائع المعهود في الشيخ -رحمه الله- بعباراته الجزلة، ألفاظه السهلة، وتنبيهاته اللطيفة، في حسن نصح وتمام إرشاد، فرحمه الله من إمام، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء، ورفع في الجنة درجته وأعلى فيها منزلته، إنَّه سميعٌ مجيبٌ.
وقد اعتمدت في إخراجه على نسخة بخط مؤلفه -رحمه الله- محفوظة لدى أبناءه -حفظهم الله وبارك فيهم-، ولقد لمست فيهم حرصًا كبيرًا ورغبة شديدة في نشر مؤلفات والدهم، وتوزيعها احتسابا للأجر والثواب، والشيء من معدنه لا يستغرب، فنسأل الله أن يتقبل منهم، ويثيبهم، ويوفقهم لكلِّ خير.
أما عن عملي في هذا الكتاب فيتلخص في الآتي: