ومن تعظيمه أن يطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويشكر فلا يُكفر. ومن تعظيمه وإجلاله أن يُخضع لأوامره وما شرعه وحكم به، وأن لا يُعترض على شيء من مخلوقاته، أو على شيء من شرعه. ومن تعظيمه تعظيم ما عظّمه واحترمه من زمان ومكان وأشخاص وأعمال. والعبادة روحها تعظيم الباري وتكبيره، ولهذا شرعت التكبيرات في الصلاة في افتتاحها وتنقلاتها، ليستحضر العبد معنى تعظيمه في هذه العبادة التي هي أجلّ العبادات، ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً﴾ [الإسراء: ١١١].
الجليل الجميل
أما الجليل فهو الذي له معاني الكبرياء والعظمة كما تقدّم التنبيه عليها.
وأما الجميل فإنَّه جميل بذاته، جميل بأسمائه، جميل بصفاته، جميل بأفعاله. فأسماؤه كلُّها حُسنى وهي في غاية الحسن والجمال، فلا يسمى إلا بأحسن الأسماء، وإذا كان الاسم يحتمل المدح وغيره لم يدخل في أسمائه، كما يعلم من استقراء أسمائه الحسنى.
قال تعالى: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى﴾ [الأعراف: ١٨٠]، ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ [مريم: ٦٥].