وقد يخص بعضها بالذكر ولكنها متلازمة لا يتم بعضها إلا ببعض.
ومن الملائكة: الإيمان بأنَّهم قد جمعوا خصال الكمال ونزههم الله في أصل خلقتهم من جميع المخالفات، فهم عباد مكرمون عند ربهم لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وقد جعل الله كثيرًا منهم وظائفهم التدبير لحوادث العالم، وأقسم بهم في عدة آيات، فهم المدبِّرات أمرًا والمقسِّمات والملقيات للأنبياء والرسل ذكرًا عذرًا أو نذرًا، وهم الحفظة على بني آدم يحفظونهم بأمر الله من المكاره، ويحفظون عليهم أعمالهم خيرها وشرها، وقد وصفوا في الكتاب والسنّة بصفات جليلة، يتعين على العبد الإيمان بكلِّ ما أخبر به الله ورسوله عنهم وعن غيرهم.
ومن الإيمان بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم: الإيمان بأنَّ الله اختصهم بوحيه ورسالته، وجعلهم وسائط بينه وبين عباده في تبليغ رسالاته وأمره وشرعه، وجمع فيهم من صفات الكمال ما فاقوا فيه الأولين والآخرين، من الصدق العظيم، والأمانة التامة، والقوة العظيمة، والشجاعة، والعلم العظيم، والدعوة والتعليم، والإرشاد والهداية، والنصح التام، والشفقة والرحمة بالعباد، والحلم والصبر الواسع، واليقين الكامل.
فهم أعلى الخلق علومًا و أخلاقًا، وأكملهم أعمالاً وآدابًا، وأرفعهم عقولاً، وأصوبهم آراء، وأسماهم نفوسًا.
اختارهم الله واصطفاهم وفضّلهم واجتباهم، بهم عُرف الله، وبهم وحّد، وبهم عُرف الصراط المستقيم، وعلى آثارهم وصل أهل الجنة إلى كلِّ نعيم، فلهم على العباد الإيمان بهم، والاعترافُ بكلِّ ما جاءوا به، ومحبتُهم وتعزيرهم وتوقيرهم واحترامهم، واقتفاء آثارهم والاهتداء بهديهم.


الصفحة التالية
Icon