فرأيت الاقتصار على الثلاثة أولى وأنفع وأحسن موقعًا( (٢) وقد كان لدى الشيخ -رحمه الله- اتجاه إلى إفراد علم التوحيد وعلم الأخلاق في رسالة مستقلة، حيث كلف أحد تلاميذه بنسخ ما يتعلق بهما من هذه الرسالة، وكتب لها مقدمة خاصة، قال فيها: "... وأجلّ ما احتوى عليه [أي: القرآن[ علم التوحيد وأصول العقائد وعلم الأخلاق التي لا صلاح ولا فلاح ولا نجاح للخلق إلا بهما... لهذا جعلت هذه الرسالة خاصة في هذين النوعين من علوم القرآن، إذ بإصلاح العقائد والأخلاق تصلح الأمور كلُّها" غير أنه لم ينسخ من هذه المخطوطة إلا جزء كبير من القسم المتعلق بالتوحيد فحسب، فجاءت في (٤٢) صفحة، فرغ من نسخها في ١٣٦٧هـ، وهي محفوظة لدى أبناء الشيخ –حفظهم الله– باسم "بستان الموقنين وقرة عيون المؤمنين" كما هو مثبت في غلافها بخط المصنف نفسه، وعليها تصويبات بخطه –رحمه الله-، أما الذي قام بنسخها بتكليف من المصنف فهو الشيخ عبد العزيز بن صالح الدامغ، -حفظه الله– كما أفادني بذلك الأستاذ مساعد بن عبد الله السعدي –وفقه الله-، ثم عثرنا على نسخة ثالثة للكتاب تقع في (٤٨) صفحة، بخط الشيخ عبد العزيز بن صالح الدامغ، فرغ من نسخها في ١٨/١/١٣٦٧هـ، وكان الاتجاه فيها إلى إفراد النوع الأول فقط، المتعلق بالاعتقاد والتوحيد، وقد كتب لها -رحمه الله- مقدمة خاصة قال فيها: "أما بعد: فهذه رسالة في علم التوحيد وأصول الدين وعقائد]هـ[ سهلة الألفاظ جليلة المعاني جمعت فيها من غرر هذا العلم ونكته أصولاً جمة وفوائد مهمة يحتاجها، بل يضطر إليها المبتدي والمتوسط والمنتهي، استخلصتها من كتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم– وما أجمع عليه أئمة السلف المعتبرون..." وجعلها بعنوان "فتح الرب الحميد في علم العقائد وأصول التوحيد"، كما هو مثبت على غلافها بخط المصنف نفسه –رحمه الله تعالى-.