فمن زعم أن الإيمان لا يزيد و لا ينقص، فقد قال ما خالف النقل والعقل والحس والواقع، حتى ولو فسَّره بمجرد التصديق، فإنه يتفاوت تفاوتًا ظاهرًا لكل أحد.
ويتفرَّع على هذا الأصل أن العاصي و صاحب الكبيرة لا يخرج من الإيمان بالكلية، ولا يعطي الاسم الكامل المطلق، فهو مؤمن بما معه من الإيمان، فاسق ناقص الإيمان بما تركه من واجبات الإيمان، ما معه من الإيمان الذي لا يخالطه كفر يمنعه من الخلود في النار.
أما الإيمان المطلق الكامل، فإنه يمنع دخول النار بالكلية، وقد ذكرنا في القواعد أن أسماء المدح والثناء على المؤمنين، وترتيب الثواب المطلق عليه ونفي العقاب إنما هو الإيمان الكامل، وأن خطاب الله للمؤمنين بالأمر والنهي والتشريع يعمُّ كاملَ الإيمان و ناقصَه ١- انظر القاعدة الثامنة والعشرين من كتاب المصنف "القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن" ص٦٠..
ويتفرع أيضًا على هذا الأصل أنَّ العبد قد يجتمع فيه خير وشر، وإيمان وخصال كفر، أو نفاق، وأنَّه يستحق المدح على ما فيه من خصال الخير، والذم على ما فيه من خصال الشر.