وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو أهون عليه، وله المثل الأعلى.
وهو الذي جعل لعباده الأنعام، فمنها ركوبهم، ومنها يأكلون، ولهم فيها منافع ومشارب، وتحمل أثقالهم إلى بلد لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة، ويخلق ما لا تعلمون.
وهو الذي أوحى إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتًا، ومن الشجر ومما يعرشون.. الآيات.
وهو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجًا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة، ورزقكم من الطيبات.
وهو الذي جعل لكم من بيوتكم سكنًا، وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتًا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حين.
وهو الذي خلق لكم من الجبال أكنانًا، وجعل لكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا تتزينون به.
وهو الذي جعل لكم مساكن كفاتًا أحياءً في الدور وأمواتًا في القبور، ﴿أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ [البلد: ٨-١٠]، ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾ [المرسلات: ٢٠-٢٣].
ألمْ يتفضل بما هو أعظم من ذلك بالنعم الدينية والأخروية التي هي السبب في السعادة الأبدية.
ألم يمنَّ على المؤمنين بالإسلام والإيمان، ويبعث فيهم رسولاً يتلو عليهم آياته، و يزكيهم و يعلمهم الكتاب والحكمة، و يزكيهم ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون.
ألم يوضح لهم الصراط المستقيم، ويكمل لهم الدين، ويمن عليهم بالهداية التامة، هداية التعليم والتفهيم والإرشاد، وهداية التوفيق والعمل والانقياد.
ألم يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ومن ظلمات المعاصي إلى نور الطاعة، و من ظلمات الغفلة إلى نور الإنابة إليه وذكره.
ألم ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى.


الصفحة التالية
Icon