فهذا الرد المجمل يدحض ويبطل كل شبهة يُورِدُهَا أعداءُ الإسلام علي إعجاز القرآن الكريم وبلاغته وبيانه.
*** وقد أجادَ من قال عن آيات القرآن وإعجازه :
دامتْ لدينا ففاقتْ كلَّ معجزة * من النبيين إذ جاءت ولم تَدُم
مُحكمات فما تُبقين من شُبَهٍ * لذي شقاق وما تبغين من حَكَم
ما حُوْرِبَتْ قَطُّ إلا عاد من حَرَب * أعدى الأعادي إليها مُلْقِيَ السَّلَم
رَدَّت بلاغَتُهَا دَعْوَى معارضها * رَدَّ الغيورِ يَدَ الجاني عن الحُرُمِ
لها معانٍ كموجِ البحرِ في مَدَدٍ * وفوق جوهرِهِ في الحُسْنِ والقِيَمِ
وكالصراط وكالميزان معدلة * فالقسط من غيرها في الناس لم يَقُم
فما تُعَدُّ ولا تحصي عجائِبُها * ولا تُسَامُ علي الإكثارِ بالسأَمِ
قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلتُ له * لقد ظفرتَ بحبل الله فاعْتَصِمِ
لا تعجَبَنْ لحسودٍ راح ينكرُها * تجاهُلا وهو عَيْنُ الحاذِقِ الفهمِ
قد تُنكِرُ العينُ ضوءَ الشمسِ من رَمَدٍ * ويُنْكِرُ الفمُ طَعْمَ الماءِ مِنْ سَقَمِ
*** وقد أحسن القائل :
فالله أكبر إن دين محمد * وكتابه أقوي وأقوم قيلا
لا تذكر الكتب السوالف عنده * طلع الصباح فأَطفئ القنديلا
فاترك جدال أخرى الضَّلال ولا تكن * بمراء من لم يهتدي مشغولا
مالي أجادل فيه كل أخي عمى * كيما أقيم علي النهار دليلا
فاعدل إلي مدح النبي محمد * قولا غدا عن غيره معدولا
فإذا حصلتَ علي الهدي بكتابه * لا تبغِ بَعْد لغيره تحصيلا
ولربما ألقي عليك بيانُهُ * قولا من الحق المبين ثقيلا
يَذَرُ المعارِضَ ذا الفصاحة أَلْكَنًا * في قوله وأخا الحِجَى مخبولا
قارنتُ ضوءَ النيِّرَينِ بنُوره * فرأيتُ ضوءَ النيّرين ضئيلا
فلو استمد العالمون علومه * مَدَّتْهُم القطراتُ منه سيولا
(١/١٧)
هذا، وقَبْلَ أن نبدأ في الرد المفصَّل، نختم بقول الله عز وجل :