" مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " (سورة فاطر ٢).
وعهد الله ونبوته ورسالته لا تنال الظالمين، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى :" وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢) " (سورة الزخرف ١٣-٣٢ ).
وانظر التبيان في إعراب القرآن للعكبري (١/٦١)، والله أعلم.
(١/٢٠)
الشبهة الثالثة
قال الطاعنون في القرآن الكريم :
" جاء في سورة الأعراف ٧ : ٥٦ " إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦) ". وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول : قريبة ". ا. هـ.
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قوله تعالى :" إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " سورة الأعراف (٥٦)
اشتملت هذه الآية على باب عظيم من أبواب البلاغة تحته أنواع كثيرة.
قال الإمام السيوطي في الإتقان (٢/١٠٧) :" قال الجوهري : ذُكِّرت - أي الرحمة - علي معني الإحسان " ا. هـ. والمعنى : إحسانُ الله تعالي قريبٌ من المحسنين، ولهذا قال الله تعالى :" هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠) " ( سورة الرحمن ٦٠ )، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إن الله محسن يحب المحسنين " (١).
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" إن الله كتب الإحسان علي كل شَيْء " (٢)، أي أمر الله عز وجل بالإحسان في كل شَيْءٍ.