وقال صاحب لسان العرب (١٢/١٨٠) :" الخصم يكون للاثنين وللجمع والمؤنث، ثم قال : وشاهد التثنية والجمع والإفراد قول ذي الرمة :(أَبَرَّ عَلى الخُصوم فَلَيسِ خَصمٌ * وَلا خَصمانِ يَغلِبُهُ جِدالا)، فأفرد وثني وجمع " ا. هـ.
وقال الإمام الثعالبي في تفسيره (٣/٧٤) :" قال مجاهد : الإشارة إلي المؤمنين والكفار علي العموم. قال : والمعني أن الإيمان وأهله والكفر وأهله خصمان مُذ كانا إلي يوم القيامة بالعداوة الجدال والحرب،
و " خصم " مصدر يوصف به الواحد والجمع، ويدل علي أنه أراد الجمع قوله " اختصموا " ا. هـ. والله أعلم.
(١/٢٣)
الشبهة السادسة
قال أعداء الإسلام :
" جاء في سورة التوبة ٩ : ٦٩ " وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ". وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد علي ضمير الجمع فيقول :" خضتم كالذين خاضوا " ا. هـ
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قوله تعالى في سورة التوبة :" وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا " (٦٩).
قال الإمام العكبري رحمه الله تعالي في إعراب القرآن (٢/١٨) :
" في " الذي " وجهان :
( أحدهما ) أنه جنس، والتقدير : خوضاً كخوض الذين خاضوا، و ( الثاني ) أن " الذي" هنا مصدرية، أي كخوضهم " ا. هـ.
قلت : ولهذا فسرها قتادة فقال :" لعبتم كالذي لعبوا " (١) فهو تشبيه للخوض بالخوض، وليس تشبيها للخائض بالخائض، والله أعلم.
وأورد الإمام ابن كثير شاهدا علي ذلك من شعر العرب فقال في تفسيره (٢/١٩٣) :" وقال عبد الله بن رواحة :
وثَبَّتَ اللهُ ما آتاك من حسن في المر * سلين ونصرا كالذي نصروا " ا. هـ
وهذا علي الوجه الثاني الذي ذكره العلماء في أن " الذي " هنا مصدرية، والمعني : خضتم كخوضهم، والله أعلم. (١).
وأورد الآلوسى في تفسيره " روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني " ( ١/١٦٤) شاهداً آخر من شعر العرب :
قال :" قوله تعالى :" وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا " على وجه قول الشاعر :


الصفحة التالية
Icon