يا رب عيسى لا تبارك في أحد * في قائم منهم و لا فيمن قعد *
إلا الذي قاموا بأطراف المسد ".
وأورد شاهدا آخر فقال ( ٣/٥٣) :" (الذي) يستعمل للجمع كما في قوله :
إن الذي حانت بفلج دماؤهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد " ا. هـ
وذكر الآلوسي كذلك ( ١٠/١٣٤) أن النون في ( الذي ) قد تحذفها العرب تخفيفاً واستدل بالبيت السابق، والله أعلم وأحكم.
ــــــــــــــ
(١) الدر المنثور (٤/٢٣٤) للسيوطي، و تفسير الطبري (١٠/١٧٦).
(١/٢٤)
الشبهة السابعة
قال أعداء الإسلام :
" جاء في سورة المنافقون ٦٣ : ١٠ " وَأَنْفِقُوا مِمَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ". وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فأصدق و أكون " ا. هـ.
*** والجواب بمعونة الله تعالي :
في قول الله تعالى :" فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ منَ الصَّالِحِينَ " سورة المنافقون (١٠).
عطف " أَكُنْ " على ما دل عليه المذكور ووقع موقعه، كأنه قال :" إن أخرتني أصدق و أكن".
قال الخليل وسيبويه : إن جزم الفعل " أكن " لأنه معطوف على المعنى المقدر، هو :" أَخِّرْني أَصَّدقْ و أكن من الصالحين " (١).
وذكر العكبري في إعراب القرآن ( ٢ / ٥٢ ) أنه مجزوم على المعنى لأن معنى الآية الشرطية وذكر نحوه العلامة ابن منظور في لسان العرب ( ١٤ / ٥٧ ).
واستشهد علي ذلك بقول الشاعر:
أيّا فعلت فإنني لك كاشح * وعلي انتقاصك في الحياة وأزدد
ونقل عن أحمد بن يحيي ( ثعلب ) والمُبَرّد قالا :" جزم الشاعر قوله :
" وأزدد " علي النَسَق، أي علي العطف علي موضع الفاء التي في :