يريد كخلالة أبي مرحب، فأسقط خلالة، إذ كان فيما أظهر من الكلام دلالة لسامعيه علي ما حذف منه، وكذلك القول في قوله تعالي :" مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا " لما كان معلوما عند سامعيه بما أظهر من الكلام أن المثل إنما ضرب لاستضاءة القوم بالإقرار دون أعيان أجسامهم حَسُنَ حذف ذكر الاستضاءة، وإضافة المثل إلي أهله " ا. هـ.
وقال رحمه الله تعالي (١/١٤٥) :" والهاء والميم في قوله تعالي :" ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ " عائدة علي الهاء والميم في قوله :" مثلهم " ا. هـ.
وفي الآية وجه آخر ذكره العلماء من وجوه لغة العرب الجائزة في كلامهم ( انظر تفسير البيضاوي ١/١٨٦-١٩٠)، والله أعلم.
(١/٢٦)
الشبهة التاسعة
قال أعداء القرآن الكريم :
" جاء في سورة النساء ٤: ١٦٢ " لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ". وكان يجب أن يرفع المعطوف علي المرفوع فيقول : والمقيمون الصلاة " ا. هـ.
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قول الله تعالى :" وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ " الآية ( ١٦٢) من سورة النساء، بنصب :" الْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ". لها وجه صحيح فصيح في اللغة العربية :
قال الزرقاني في مناهل العرفان (١/٢٦٨) :" قرأ الجمهور بالياء منصوباً، وقرأها جماعةٌ بالواو منهم أبو عمرو في رواية يونس وهارون عنه، ولكل من القراءتين وجه صحيح فصيح في اللغة العربية، فالنصبُ مُخرج علي المدح، والتقديرُ : وأمدح المقيمين الصلاة. والرفعُ مُخرج علي العطف، والمعطوف عليه مرفوع كما تري " ا. هـ.


الصفحة التالية
Icon