وقال الإمام اللغوي الفرَّاء في كتابه "معاني القرآن الكريم " (٢/٢٣٨) :
" قال جل وعز " وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ " وفيه معني المدح أي : واذكروا المقيمين علي الصلاة " ا. هـ.
وأورد ابن الجوزي في تفسيره " زاد المسير" (٢/٢٥١-٢٥٤) وجوها عدة في إعراب الآية قال :" ( والوجه الرابع ) أنه منصوب علي المدح فالمعني اذكر المقيمين الصلاة وهم المؤتون الزكاة. وأنشدوا :
لا يَبعَدَن قَومي الَّذينَ هُمُ * سُمُّ العُداةِ وَآفَةُ الجُزرِ
النازِلونَ بِكُلَّ مُعتَرَكٍ * وَالطَيَّبونَ مَعاقِدَ الأُزرِ
وهذا علي معني : اذكر النازلين وهم الطيبون، ومن هذا قولك "مررت بزيد الكريمِ " ؛ إن أردتَ أن تخلصه من غيره فالخفض هو الكلام، وإن أردت المدح والثناء فإن شئت نصبت فقلت : بزيد الكريمَ، كأنك قلت: اذكر الكريم، وإن شئت رفعت علي معني هو الكريمُ، وتقول :"جاءني قومك المطعمين في المحل و المغيثون في الشدائد "، على معنى : اذكر المطعمين وهم المغيثون، وهذا القول اختيار الخليل وسيبويه، فهذه الأقوال حكاها الزجاج واختار هذا القول " ا. هـ. والله أعلم.
(١/٢٧)
الشبهة العاشرة
قال أجهل الناس باللغة :
" جاء في سورة هود ١٠ : ١١ " وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ". وكان يجب أن يجر المضاف إليه فيقول : بعد ضراءِ " ا. هـ.
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قال الله تعالى :" وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ " ( سورة هود ١٠ )
فقال بعض النصارى :" وكان يجب أن يجر المضاف إليه فيقول : بعد ضراءِ" ا. هـ.
قلت : اعتراضهم هذا يدل علي عظيم جهلهم، فهم كما وصفهم العالمون بأحوالهم ومنهم البوصيري رحمه الله تعالي، حيث قال :
جاء المسيح من الإله رسولا * فأبي أقلُّ العالمين عقولا


الصفحة التالية
Icon