ثم قال الإمام الزركشي ( ٣/٣٥٨ ) :" قوله تعالي: " أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ " فإن أياما ( علي وزن ) أفعال مع أنها ثلاثون لكن ليس لليوم جمعٌ غيره، ولا يسأل عن حكمة وضع جملة القلة موضع الكثرة إلا إذا كان له جمع كثرة، و إلا فلا يسأل كهذه الآية، فاليوم لا يُجْمع إلا علي أيام فليس له إلا جمع واحد " ا. هـ بمعناه.
ولعل الحكمة في ذلك أن أيام رمضان قليلة إذا قيست بسائر أيام السنة التي أبيح الفطر فيها، وهي قليلة أيضا إذا قيست بعظيم حق الله على عباده، وهي قليلة أيضا إذا قيست بالثواب الموعود عليها من الله الغفور الشكور عز وجل، والله أعلى وأعلم.
ووضع أحد الجمعين مكان الآخر لحكمة ورد في عدة مواضع في القرآن الكريم كما بين ذلك العلماء (٢)، وكلها لحكم عظيمة، والله تعالى أحكم الحاكمين.
ــــــــــــــــ
(١) انظر اللباب في علل البناء والأعراب ( ٢/١٧٩) وشرح ابن عقيل علي الألفية (٤/١١٤) والمفصل للزمخشري (ص٢٩٦).
(٢) انظر التبيان في إعراب القرآن ( ١/٩٥، ٢/٥٥، ٢/٢٩٤ ).
(١/٣٠)
الشبهة الثالثة عشرة
قالت النصارى :
" جاء في سورة الصافات ٣٧ : ١٢٣ - ١٣٢ " وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣)"، و :" سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (١٣٠) "، و :" إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٣٢) ". فلماذا قال : إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد ؟ فمن الخطأ لغويا تغيير اسم العلم حبا في السجع المتكلف ".
وجاء في سورة التين ١-٣ :" وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) " فلماذا قال : سينين بالجمع عن سيناء ؟ فمن الخطأ لغويا تغيير اسم العلم حبا في السجع المتكلف " ا. هـ.
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قول الله تعالى :" سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (١٣٠) " ( الصافات ١٣٠).


الصفحة التالية
Icon