إلياس اسم عبراني كما ذكر العلماء، والأسماء الأعجمية تغيرها العرب لتوافق لغاتها وفصاحتها كما قالوا جبريل وجبرائيل، وميكال وميكائيل وميكائين، وإدريس وإدراسين. (١) وقال بعض العلماء : إلياسين أي آله الذين آمنوا به وصدقوه.
قال العلامة ابن الهائم المصري في التبيان في تفسير غريب القرآن (١/٣٥٤) :" يعني إلياس وأهل دينه، جمعهم بغير إضافة بل بالياء والنون، وأصله إلياسين بياء النسب ثم حُذِفَتْ كالأعجميين" ا. هـ. أي ياء مشددة حذفت لثقله وثقل الجمع.(٢)
وقد ورد جمع الاسم المفرد مسموعاً في لغة العرب، وكذلك ورد تغييرهم للاسم الأعجمي :
قال الطبري في تفسيره ( ٢٣/٩٥ ) :
" وقال بعض بني نُمير لضَبٍّ صاده :
يقول رب السوق لما جينا * هذا ورب البيت إسرائينا
قال : فهذا كقولهم : إلياسين، والعجمي من الأسماء قد تفعل به هذا العرب، تقول : ميكال وميكائيل وميكائين، وهي في بني أسد تقول : هذا إسماعين (٣) قد جاء، وأما الجمع فيدخل فيه أصحابه وآله، قال الشاعر : أنا ابن سعد سَيّد السعدينا " ا. هـ بتصرف.
وهناك أمثلة أخري من لغة العرب ذكرها العلماء، فانظرها في زاد المسير لابن الجوزي (٧/٨٤) وحجة القراءات (١/٦١١) لابن زنجلة.
*** وأما قول الله تعالي :" وَطُورِ سِينِينَ " ( سورة التين : ٢ ).
فالجواب عنه نظير ما سبق في قوله تعالي :" إلياسين ".
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالي في تفسيره (٢٣/٩٦) :" ونظير تسمية إلياس بإلياسين قوله تعالي :" وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ " (سورة المؤمنون ٢٠ ). ثم قال في موضع آخر: " وَطُورِ سِينِينَ " وهو موضعٌ واحد سُمِّيَ بذلك " ا. هـ. أي علي عادة العرب الفصحاء كما سبق لا يتركون الاسم الأعجمي حتي يغيروه ليوافق فصاحتهم و طلاقة ألسنتهم.
وبذلك قال الإمام أبو جعفر النحاس في " معاني القرآن " (٦/٥٦). (٤)


الصفحة التالية
Icon