وذكر بعض العلماء أن كلمة " سينين " كلمة حبشية معناها الشيء الحسن، وأن العرب نقلتها من الحبشية إلي العربية فمنهم من قال : سيناء، ومنهم من قال : سينين.
وقد تكلم بنحوها النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أفصح العرب، كما ثبت في صحيح البخاري (٥٣٩٧) أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأي طفلة لبست ثيابا جديدة فقال لها :" يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا "، أي هذا حسنٌ يا أم خالد، قال الراوي :" وَالسَّنَا بِلِسَانِ الْحَبَشِيَّةِ الْحَسَنُ ".
ولهذا قال السيوطي في الإتقان (٢/٥٠) :" إن العرب تقلب المنقول ( أي من لغة إلي لغة ) نحو "وطور سينين" أي سيناء، و"سلام علي إلياسين" أي علي إلياس" ا. هـ بتصرف.
وهناك وجه آخر وهو أن سينين نوع من الشجر ينبت علي الجبل المذكور، لأن الطور الجبل الذي عليه نبات. قال الأخفش : السينين شجر واحدتها سِينِينة، وتابعه الإمام الجوهري صاحب الصحاح (٥)، والله أعلم.
ـــــــــــــــــ
(١) تفسير القرطبي (١٥/١١٨) والإتقان للسيوطي (٢/٣٦٩).
(٢) إعراب مشكل القرآن لمكي بن أبي طالب (٢/١٧٢).
(٣) ولازال الناس بمصر يسمون "إسماعيل" بـ "إسماعين" بالنون، وانظر تفسير الطبري (٢٣/٩٥).
(٤) و انظر تفسير القرطبي (٢٠/١١٢).
(٥) الصحاح (٥/٢١٤١) ولسان العرب (١٣/٢٩) وانظر تفسير ابن كثير (٤/٢٤٠) ومشكل إعراب القرآن (٢/٤٩٩).
(١/٣١)
الشبهة الرابعة عشرة
قال أعداء الإسلام :
" جاء في سورة البقرة (٢ : ١٧٧) :" لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ "، والصواب أن يقال : ولكن البر أن تؤمنوا بالله لأن البر هو الإيمان لا المؤمن " ا. هـ.
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :


الصفحة التالية
Icon