قال الله تعالى :" وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ " ( سورة البقرة ١٧٧).
قال العلامة ابن الهائم المصري في التبيان في تفسير غريب القرآن (١/١١٩) :" معناه ولكن البرَّ برّ من آمن، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، كقوله تعالي :" وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ " ( سورة يوسف ٨٢ ) أي أهل القرية، ويجوز أن يُسَمَّي الفاعل والمفعول به بالمصدر، كقولك رجل عَدْل ورضى، فرضى في موضع مرضِي، وعدْل في موضع عادل، فعلي هذا يجوز أن يكون " البر" بمعني " البار" ا. هـ.
وقال العكبري في إعراب القرآن (١/٧٧) :" ولكن البر " يقرأ بتشديد النون ونصب البر، وبتخفيف النون ورفع البر علي الابتداء، وفي التقدير ثلاثة أوجه :(أحدها) أن البر هنا اسم فاعل من برّ يبر وأصله برر، مثل فطن، فنقلت كسرة الراء إلي الباء، ويجوز أن يكون مصدرا وصف مثل عدْل. والوجه ( الثاني ) أن يكون التقدير: ولكن ذا البر من آمن، والوجه (الثالث) أن يكون التقدير : ولكن البر برّ مَنْ آمن، لحذف المضاف علي التقديرين" ا. هـ باختصار.
وأيد ذلك الإمام مكي بن أبي طالب في إعراب القرآن له (١/١١٨).


الصفحة التالية
Icon