قول الله تعالى :" وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ " (سورة البقرة ١٧٧ ).
قال الإمام السيوطي في الإتقان (٢/١٨٨) :" قَطْعُ النعوت في مقام المدحِ والذمِّ أبلغُ من إجرائها، قال الفارسي : إذا ذكرت صفات في معرض المدح أو الذم فالأحسن أن يخالف في إعرابها لأن المقام يقتضي الإطناب، فإذا خولف في الإعراب كان المقصود أكمل لأن المعاني عند الاختلاف تتنوع وتتفنن وعند الاتحاد تكون نوعاً واحداً، مثاله في المدح :" وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ " ( سورة النساء ١٦٢ ) وقوله تعالي :" ولكن البر من آمن بالله " إلي قوله :" وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ" ( سورة البقرة ١٧٧ )، ومثاله في الذم :" وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ " ( سورة المسد ٤ ) " ا. هـ.
وقال العكبري في التبيان (١/٧٨) :" والموفون في رفعه ثلاثة أوجه :(أحدها) أن يكون معطوفا علي " مَن آمن "، والتقدير : ولكن البر المؤمنون والموفون، و( الثاني ) هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره : وهم الموفون، وعلي هذين الوجهين ينتصب :" الصابرين " علي إضمار " أعني"، وهو في المعني معطوف علي " مَنْ " ولكنْ جاز النصب لما تكررت الصفات. و (الوجه الثالث) أن يعطف الموفون علي الضمير في " آمن " وجري طول الكلام مجري توكيد الضمير فعلي هذا يجوز أن ينتصب " الصابرين " علي إضمار " أعني " وبالعطف علي " ذوي القربى " لأن "الموفون" علي هذا الوجه داخل في الصلة، و" حين البأس " ظرف للصابرين " ا. هـ.


الصفحة التالية
Icon