وقال الإمام الطبري في تفسيره (٢/٢٠٠) :" وأما " الصابرين " فنصب وهو مِن نعت " مَنْ " علي وجه المدح، لأن مِن شأن العرب إذا تطاولت صفة الواحد الاعتراض بالمدح والذم بالنصب أحياناً وبالرفع أحياناً، كما قال الشاعر :
إلي الملكِ القرمِ وابنِ الهُمَامِ * وليثَ الكتيبة في المزدَحَم
وذا الرأي حين تغم الأمور * بذات الصليل وذات اللجم
فنصب " ليث الكتيبة " و " ذا الرأي " علي المدح، والاسم قبلهما مخفوض لأنه من صفة واحد. ومنه قول الآخر :
فليت التي فيها النجوم تواضعت * علي كل غث منهم وسمين
غيوث الوري في كل مَحل وأزمة * أسود الشري يحمين كل عرين " ا. هـ.
والله أعلم.
(١/٣٣)
الشبهة السادسة عشرة
قال الذين يسعون في آيات الله معاجِزين :
" جاء في سورة آل عمران ٣ : ٥٩ " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ". وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع، فيقول : قال له كن فكان " ا. هـ
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قول الله تعالى :" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ". سورة آل عمران ( ٥٩ ).


الصفحة التالية
Icon