وقال النسفي في تفسيره (١/١٥٧) :" قوله :" فَيَكُونُ " أي فكان وهي حكاية حال ماضيه، و " ثم " لترتيب الخبر علي الخبر لا لترتيب المُخْبَر عنه ". ا. هـ. والله أعلم.
(١/٣٤)
الشبهة السابعة عشرة
قال الذين يَسْعَون في آيات الله مُعَاجِِزِين :
"جاء في سورة يوسف ١٢: ١٥ " فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ". فأين جواب لما ؟ ولو حذفت الواو التي قبل " أوحينا " لاستقام المعني " ا. هـ
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قوله تعالى :" فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " ( سورة يوسف ١٥ ).
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره (٩/١٤٢) :" جواب "لَمَّا" محذوف، أي فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، أي : فلما ذهبوا به وأجمعوا علي طرحه في الجب عظمت فتنتهم، وقيل : جواب "لَمَّا " قولهم " قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ " (سورة يوسف ١٧)،
وقيل التقدير فلما ذهبوا به [من] عند أبيهم وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب جعلوه فيها، هذا علي مذهب البصريين، وأما علي قول الكوفيين فالجواب :" أوحينا " والواو مزيدة، والواو عندهم تزاد مع " لَمَّا " و " حتَّى "، قال الله تعالي :" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ" (سورة هود ٤٠) أي فار، ومنه قوله تعالي :" فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنَادَيْنَاهُ " (سورة الصافات ١٠٣-١٠٤) أي ناديناه. وهذا معروف في لغة العرب، قال امرؤ القيس :
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحي * بنا بطن خِبْتِ ذي عِقافٍ عقنقل
اي انتحي ". ا. هـ بتصرف.


الصفحة التالية
Icon