قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره (١٢/١٦٠) :" قوله تعالي :" فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا " فأدخلت الواو في الجواب، كذلك قال امرؤ القيس :
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحي * بنا بطن خِبْتِ ذي عِقافٍ عقنقل
فأدخل الواو في جواب لما، وإنما الكلام فلما أجزنا ساحة الحي انتحي بنا، وكذلك في قوله تعالي :" فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا " لأن قوله :" أَجْمَعُوا " هو الجواب ". ا. هـ.
وقال الشيخ محمد بن محمد العماري الشهير بأبي السعود في تفسيره " إرشاد العقل السليم إلي مزايا القرآن الكريم " (٤/٢٥٨) :" جواب "لَمَّا" محذوف إيذانا بظهوره، وإشعارًا بأن تفصيله مما لا يحويه فَلَكُ العبارة، ومجملُه : فَعَلُوا به من الأذية ما فعلوا " ا. هـ.
وانظر رُوح المعاني للألوسي (١٢/١٩٦). والله أعلم.
(١/٣٥)
الشبهة الثامنة عشرة
قال الذين يريدون أن يُطْفِئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون :
" جاء في سورة الفتح ٤٨: ٨-٩ " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٩) ". وهنا تري اضطرابا في المعني بسبب الالتفات من خطاب محمد إلي خطاب غيره. ولأن الضمير المنصوب في قوله تعزروه وتوقروه عائد علي
الرسول المذكور آخرا وفي قوله تسبحوه عائد علي اسم الجلالة المذكور أو هذا ما يقتضيه المعني وليس في اللفظ ما يعيِّنه تعييناً يزيل اللبس، فإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا عائدا علي الرسول يكون كافرا لأن التسبيح لله فقط، وإن كان القول تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا عائدا علي الله يكون كفرا لأنه تعالي لا يحتاج لمن يعزره ويقويه " ا. هـ
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :


الصفحة التالية
Icon