قول الله تعالى :" إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٩) " ( سورة الفتح ٨ و ٩ ).
قال السيوطي في الإتقان (١/٥٥٠) :" الأصلُ توافقُ الضمائر في المرجع، قال الزمخشري في قوله تعالي :" لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ " الضمائر لله تعالي، والمراد بتعزيره : تعزيرُ دينِه ورسولِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ا. هـ.
قلت : ومنه قول الله تعالي :" إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ " ( سورة محمد صلي الله عليه وسلم : ٧ ) أي إن تنصروا دينه وتجاهدوا في سبيله ينصركم. ومنه قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك ". (١)
* وهناك وجه آخر في الآية :
قال القرطبي رحمه الله تعالي (١٦/٢١٧) :" تعزروه وتوقروه " : الهاء فيهما للنبي صلي الله عليه وسلم، وهما وقف تام، ثم تبتديء :" وتسبحوه " أي تسبحوا الله " بكرة وأصيلا " وهو قول الضحاك ".
وقال رحمه الله تعالي (١٦/٢٥٠) :" ردَّ التسبيحَ علي اسم الله تعالي، والتوقيرَ والتعزيرَ علي اسم الرسول صلي الله عليه وسلم لأن المعني معلوم " ا. هـ.
وانظر زاد المسير (٣/٤٤١) لابن الجوزي، وروح المعاني للألوسي (٢٦/٩٥ - ٩٦). والله أعلم.
ــــــــــــ
(١) رواه أحمد في مسنده (١/٢٩٣، ٣٠٣، ٣٠٧ ) والترمذي ( ٤/٦٦٧) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وصححه الترمذي والضياء في المختارة، وحسنه ابن رجب.
(١/٣٦)
الشبهة التاسعة عشرة
قال المُبْطِلُون :


الصفحة التالية
Icon