" جاء في سورة الإنسان ٧٦: ١٥ " وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ"، بالتنوين مع أنها لا تنون لامتناعها من الصرف ؟ لأنها علي وزن مصابيح. و جاء في سورة الإنسان ٧٦: ٤ " إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ". فلماذا قال سلاسلا بالتنوين مع أنها لا تنون لامتناعها من الصرف ؟ " ا. هـ
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قول الله تعالى :" وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ" ( سورة الإنسان ١٥). وقوله تعالى :" إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا "( سورة الإنسان ٤).
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد الشهير بابن زنجلة في كتابه " حُجَّةِ القراءات " (٧٨٣) :" من قرأ " قواريرًا قواريرًا " بإجرائهما جميعا [ أي بتنوين الكلمتين ] كانت له ثلاث حجج :
( إحداهن ) أن يقول نونت الأولي لأنها رأس آية، ورؤوس الآيات جاءت بالتنوين كقوله :" سميعاً بصيراً "، فنَوّنَ " قواريراً " الأولي ليوافق بين رؤوس الآيات، ونون الثاني علي الجوار للأول.
( والحجة الثانية ) أن العرب تجري ما لا يجري، [ أي تنون مالا ينصرف ] في كثير من كلامها، من ذلك قول عمرو بن كلثوم :
كأن سيوفنا فينا وفيهم * مخاريقٌ بأيدي لاعبينا
فأجري " مخاريق ". و( الحجة الثالثة ) اتباع المصاحف وذلك أنهم جميعاً في مصاحف أهل الحجاز والكوفة بالألف، قال :" وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص :" قواريرَ قواريرَ " بغير تنوين، ووقفوا علي الأولي بالألف لأنها رأس آية، وآيتها علي الألف، ووقفوا علي الثانية بغير ألف لأنها ليست برأس آية " ا. هـ. مختصراً.


الصفحة التالية
Icon