١) وانظر تفسير الطبري (٢٩ / ٢١٦).
(١/٣٧)
الشبهة العشرون
قال أعداء الإسلام :
" جاء في سورة الشورى ٤٢ : ١٧ " اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ". فلماذا لم يتبع خبر لعل اسمها في التأنيث فيقول قريبة ؟ " ا. هـ
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قول الله تعالى :" وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ " (سورة الشورى ١٧) قال العلامة ابن منظور في لسان العرب (١/٦٦٢) :" قوله تعالي " وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ " ذَكَّرَ قريبا لأن تأنيث الساعة غير حقيقي، وقد يجوز أن يُذَكَّر لأن الساعة في معني البعث " ا. هـ.
والمعني : وما يدريك لعل وقت قيام الساعة قريب، كما قال الله تعالي في سورة الأحزاب (٦٣) :" وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ".
وقال القرطبي رحمه الله تعالي في تفسيره (١٦/١٥) :" قال :" قَرِيبٌ "، ولم يقل : قريبة، لأن تأنيثها غير حقيقي لأنها كالوقت قاله الزجاج، والمعني : لعل البعث أو لعل مجئ الساعة قريب، وقال الكسائي : قريب نعت ينعت به المذكر والمؤنث والجمع بمعني ولفظ واحد.
قال الله تعالي :" إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " (سورة الأعراف ٥٦).
وقال الشاعر:
وكنا قريبًا والديار بعيدة * فلما وصلنا نصب أعينهم غبنا " ا. هـ.
وذكر الإمام مكي بن أبي طالب رحمه الله تعالي في كتابه مشكل إعراب القرآن ( ٢ / ٦٤٥ - ٦٤٦ ) خمسة أوجه في سبب تذكير قريب كلها تمشي علي قواعد اللغة والبلاغة فليراجعها من شاء الاستزادة.


الصفحة التالية
Icon