" جاء في سورة يونس ١٠ : ٢٢ " حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ". فلماذا التفت عن المخاطب إلي الغائب قبل تمام المعني ؟ والأصح أن يستمر علي خطاب المخاطب " ا. هـ.
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :
قال الله تعالى :" حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ " ( سورة يونس آية ٢٢ ). هذه الآية من بديع بلاغة القرآن الكريم، وفيها نوع عظيم من أنواع البديع يقال له الالتفات، وله فوائد كثيرة.
قال الشيخ أبو بكر ابن الباقلاني في كتاب " إعجاز القرآن " (ص ٩٩ - ١٠١) :" ومن البديع الالتفات وهو اعتراض في الكلام، فمتي خرج عن الكلام الأول ثم رجع إليه علي وجه يَلْطُفُ كان ذلك إلتفاتا "، وَعَدَّ من بديع الالتفات الآيةَ السابقة، وأورد عدة أبيات من أشعار العرب فيها الالتفات وأن ذلك شائع في اللغة الفصيحة الصحيحة وأنَّ فُحولَ الشعراء كانوا يستعملونه.


الصفحة التالية
Icon