قال القرطبي (١/٣٧٣ - ٣٧٤) :" فَرَدَّ الكنايةَ إلي الفضة لأنها الأغلب والأعم، وإلي التجارة لأنها الأفضل والأهم. وقيل إن الصبر لما كان داخلا في الصلاة أعاد عليها، كما قال :" وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ " ولم يقل :" يرضوهما "، لأن رضا الرسول عليه الصلاة والسلام داخل في رضا الله عز وجل. ومنه قول الشاعر [ هو حسان بن ثابت رضي الله عنه ] :
إِنَّ شَرخَ الشَبابِ وَالشَعَرَ الأَسْـ * وَدَ ما لَم يُعاصَ كانَ جُنونا
ولم يقل يعاصَيَا، ردَّ إلي الشباب لأن الشعر الأسود داخل فيه " ا. هـ. بنحوه.
وقال رحمه الله تعالي (٧/٣٨٧) في قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ " (سورة الأنفال ٢٠ )، قال :" عنه " ولم يقل :" عنهما " لأن طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم طاعة لله، وهو كقوله تعالي :" وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ " ا. هـ.
وقال رحمه الله تعالي (٨/١٩٣ - ١٩٤) :" وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ " ابتداء وخبر، ومذهب سيبويه أن التقدير :" واللهُ أحقُّ أن يُرْضُوه ورسوله " علي التقديم والتأخير، ثم ذكر قولا آخر، ثم قال : قال النحاس : قول سيبويه أَولاها ". ا. هـ. والله أعلم.
ـــــــــــــ
( ١ ) الحديث رواه مُسْلِمٌ في صحيحه ( ٣ / ١٢ ـ ١٣ ) عن عَدِيِّ بن حاتم رضي الله عنه.
(١/٤٢)
الشبهة الخامسة و العشرون
قال الذين كذبوا بما لم يُحيطوا بعِلْمِهِ :
" جاء في سورة التحريم ٦٦ : ٤ " إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ". والخِطَابُ (كما يقول البيضاوي ) موجه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قَلْبَيْن ؟ " ا. هـ.
*** والجواب بتوفيق الله تعالي :


الصفحة التالية
Icon