ويرى أن لغة القرآن نشأت وسط ظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية معينة، ويريد المؤلف بذلك أن أحكام القرآن لا تطابق إلا واقع المجتمع العربي أيام النبي عليه الصلاة والسلام. وحسب رأي ريزفان فإن القرآن هو نتيجة التطور الاجتماعي والديني للمجتمع العربي، وأنه يعكس العلاقات العميقة بين الحضارة العربية وتصورات العرب الدينية والاجتماعية وبين التجربة الدينية والتاريخية لشعوب الشرق الأدنى(١).
أما الأساليب التي يستعملها ريزفان في دراسة القرآن الكريم فهي كثيرة ومتنوعة، ومن أهمها: التشكيك والافتراض والادعاءات الباطلة والتأويل والاعتماد على الأثر الضعيف والتحليل السياقي.
أسلوب التشكيك:
يستعمل ريزفان الكلمات ((كأن)) و((كما)) وما يشابهها عند الاستشهاد بأحاديث الرسول ﷺ وأقوال العلماء المسلمين، مما يدل على عدم اعتماده على كتب السنة والتاريخ الإسلامي. ويزعم هذا المستشرق الروسي بلا دليل ولا برهان أن تاريخ جمع القرآن المحفوظ في الأحاديث والآثار لا يتوافق مع ما يستنتج من دراسة المخطوطات القرآنية القديمة، فيقول: ((ومن الواضح اليوم أن التاريخ الأصلي - يعني لجمع القرآن وترتيبه - الذي تحفظه المخطوطات الأولى يتميز عما ورد في كتب المسلمين))(٢).
وفي الوقت نفسه يرجع المؤلف إلى الأساطير والخرافات القديمة وما كتب على الحجارة والقبور والجدران فهي عنده مصادر تاريخية معتمدة، ويحاول أن يقرب المعلومات المكتشفة منها إلى افتراضاته حول كتاب الله. ولكن تبقى معضلاته غير محلولة مما يجعله يعتذر بقلة المعلومات الواقعية، وتحريف الآثار التاريخية، وانعكاسها في ضوء التقليد الأدبي الإسلامي.

(١) المصدر نفسه، ص ٤٢.
(٢) المصدر نفسه، ص ١٨٥.


الصفحة التالية
Icon