كما يستند هذا المستشرق إلى فرضيات أسلافه من المستشرقين، والتي منشؤها الظن والاحتمال في أكثر الأحيان. وعند استشهاده بأقوال الباحثين الغربيين يتخذها عمدة فيرجحها على القواعد العلمية فلا يذكر حججهم، وكأنه يشير بذلك إلى صحة أقوالهم. ويعد هذا المنهج عند المستشرقين منهجاً علمياً مع أنه فى غاية البعد عن العلم. وقد بنى المستشرقون استنتاجاتهم الواهمة على أخطاء الباحثين السابقين، وابتعدوا عن الصواب.
أسلوب الافتراض:
إن مزاعم هذا المستشرق الروسي حول القرآن العظيم كثيراً ما تستند إلى فرضياته الخاصة، فلا يكلف نفسه سَوْقَ الأدلة الواضحة. فمثلاً: يقول عند زعمه بأن النصوص القرآنية مقتبسة من كتب اليهود والنصارى: ((ربما كانت الكتب الدينية باللغة العربية مكتوبة بالحروف العبرانية أو اليونانية في الحيرة أو نجران أو يثرب أو مكان آخر))(١). ولا يهتم ريزفان بإقامة الحجج والأدلة على هذا الافتراض الخيالي الواهم.
ويرجم بالغيب في موضع آخر، حين يفترض أن الكتابة العربية وُضعت من طرف المنصرين، فيقول: ((إن الطابع النصراني لأقدم الكتابات العربية المؤرخة يمكّن من الافتراض بأن نظام الكتابة المعروفة بالكتابة العربية كانت موضوعة من قبل المنصرين، وظهرت في منطقة الحيرة أو الأنبار، وكذلك كثير من أنظمة الكتابة في الشرق))(٢).
(٢) المصدر نفسه، ص ١٠٢.