كما يتبع ظنه عند تقويمه لسلوك الرسول ﷺ مع وفد بنى الحارث بن كعب. ففي القصة التي رواها ابن هشام أن رسول الله ﷺ قال لهم: أنتم الذين إذا زجروا استقدموا؟ فسكتوا، فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها الثانية فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها الثالثة فلم يراجعه منهم أحد، ثم أعادها الرابعة فقال يزيد بن عبد المدان: نعم يا رسول الله نحن الذين إذا زجروا استقدموا، قالها أربع مرار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن خالداً لم يكتب إلي أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا، لألقيت رؤوسكم تحت أقدامكم(١).
ويقول ريزفان: ((ولعل النبي لم يعجبه أنهم لم يعاملوه باحترام عظيم، فأراد أن يجبر يزيد بن عبد المدان على التسليم بوصف أصحابه وصفاً فيه إهانة وإذلال))(٢). ولم يذكر المؤلف السبب الذي قال به رسول الله ﷺ ما قال، فأعطى فكرة خاطئة عن أخلاقه وسلوكه مع أصحابه. وقد عصم الله تعالى رسوله ﷺ عن تقوّل الأعداء فقال:
ژ ؟ ؟ ؟ ں ژ [القلم: ٤ ]؛ وقال تعالى: ژ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹٹ ژ [آل عمران: ١٥٩].
وقد عجز ريزفان عن سوق أي أدلة نقلية أو عقلية إن وجدت على فرضياته الكاذبة، وكذلك أصحابه المستشرقون الذين حدسوا وخمّنوا ثم فكروا وقدروا، فما استطاعوا النيل من كتاب الله، كما قال تعالى: ژ ؟ ؟ ژژ ڑ ڑ ک ک ک ک گگ ژ [يونس: ٣٦].
أسلوب الادعاءات الباطلة:
وإلى جانب الفرضيات التي لا يدَّعي ريزفان صحتها يقيناً، يجد الباحث المنصف في كتابه ((القرآن وعالمه)) المزاعم حول كتاب الله وشخصية النبي ﷺ والتاريخ الإسلامي، التي تخالف القرآن والسنة وروايات المؤرخين.

(١) ابن هشام، السيرة النبوية، انظر فهرس المراجع.
(٢) ريزفان، القرآن وعالمه، ص ١٦٠.


الصفحة التالية
Icon