فيزعم المستشرق أن العرب في الجاهلية لم يؤمنوا بأن الله خالق كل شيء وأن آدم عليه السلام أبو البشر، ومما يدل على ذلك - حسب قوله - تعدد الآلهة والنظام القبلي. وبهذا الصدد يشير إلى أن كل عشيرة وقبيلة كانت ترجع إلى جدها الأقدم، والذي كان يُعبد في كثير من الأحيان(١).
وفى موضع آخر يقول: ((إن محمداً جعل آدم أبا البشر هو الجد الأقدم. وذكره - يعني محمد ﷺ – إياه يدل على أن معظم أهل مكة لم يكن لديهم أدنى تصور عن الجد الأقدم العام لجميع الناس والمفهوم الاجتماعي للبشرية))(٢). ومن العجب أن المؤلف يستدل على قوله هذا بآيات القرآن التي فيها الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، كقوله تعالى:
ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پپ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الحج: ٧٣].
وحسب قول ريزفان فإن الاعتقاد بأن آدم عليه السلام كان أبا البشر وأن الله خلق جميع الناس من نفس واحدة وأنه سبحانه فاطر السموات والأرض لم تكن معروفة في جزيرة العرب إلا لدى اليهود والنصارى(٣). فيرى ريزفان أن تلك الأفكار دخلت الجزيرة عن طريق أهل الكتاب، وهي التي قوضت قواعد المجتمع الوثني وأفقدته الثقة بالأصنام.
ومن المعلوم أن مشركي العرب كانوا يُقرون ويشهدون بأن الله هو الخالق الباري وحده لا شريك له، وأن له ما في السموات السبع وما في الأرض، ولكنهم كانوا يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله، كما قال تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ژ [المؤمنون: ٨٤ - ٨٩ ]؛ وقال تعالى:
ژ ؟ ؟ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ں ں؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ہ ہ ہ ژ [الزمر: ٣]، والآيات في ذلك كثيرة.

(١) المصدر نفسه، ص ٨٦.
(٢) المصدر نفسه، ص ٨٧.
(٣) المصدر نفسه، ص ٨٤.


الصفحة التالية
Icon