ومنها قصة النسوة وهي حجارة كانت في الطريق من مكة إلى عرفات. وتحكي القصة أن إحدى النساء خانت زوجها فحملت وتحجرت عند الولادة، هي وصاحبتاها في الطريق(١).
يصرح ريزفان مستدلاً بهذه الروايات بأن بعض العقائد الإسلامية نشأت عن تصورات مشركي العرب وتقاليدهم. ولا مستند للمستشرق إلا ادعاءاته المزعومة مما يبين موقفه تجاه مبادئ الدين الإسلامي. أما رجوعه إلى الروايات المذكورة، وتركه معظم الأحاديث والآثار وتشكيكه فيها، فلا يدل إلا على مكره ورغبته في النيل من الإسلام.
ومن مزاعمه مبالغته في دور التصوف في تاريخ القرآن، فمن الجدير ذكره أن مدرسة الاستشراق الروسي تولي اهتماما كبيرا بدراسة التصوف وانتشار العقائد الصوفية بين مسلمي روسيا. فيشير ريزفان إلى أن الصوفية لهم دور استثنائي في تطور علم القراءات ووضع مجموعة العلامات التي تستخدم في المصاحف(٢).
ويقول في موضع آخر: ((وما نزال نكتب عن دور التعاليم الصوفية وتوابعها في تطور، وتؤلف تلك الظاهرة الفريدة في تاريخ الحضارة البشرية، والتي تسمى بالقرآن، ويدخل في ذلك تطوير علم القراءات، ووضع مجموعة العلامات، الذي استكمل العملية الطويلة لتثبيت النص الرسمي، ووضع قواعد تأويل القرآن، التي وضعت في أساس المئات من المؤلفات المكونة للعنصر الهام للثقافة الدينية الإسلامية))(٣).
أسلوب تأويل الآيات:
(٢) المصدر نفسه، ص ٤٨.
(٣) المصدر نفسه، ص ٢٢٨.