سادساً: وفي رواية أنه صلى الله عليه و سلم تمنّّى أن لا ينْزل عليه شيء من الوحي يَعيبُ آلهة المشركين، لئلا ينفروا عنه!!
سابعاً: وفي رواية أنه ﷺ قال عندما أنكر جبريل ذلك عليه: افتريتُ على الله، وقلتُ على الله ما لم يَقلْ، وشركني الشيطان في أمر الله!!
فهذه طامّات يجب تنْزيه الرسول ﷺ عنها ولا سيّما هذا الأخير منها- وحاشاه - قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ژ - ڑ ڑ ک - ک ک گ گ ژ [الحاقة: ٤٤ – ٤٦]. فثبت مما تقدم بطلان هذه القصة سنداً ومتناً. اه مختصراً
أسلوب التحليل السياقي:
ولعل الأسلوب الأساس الذي يعتمد عليه ريزفان في الدراسات القرآنية هو أسلوب التحليل السياقي Contextual analysis، والذي وضعه كل من المستشرقة السوفيتية كسينيا كاشتالوفا والباحث البولوني كونستلينجر. وفي أساس هذا الأسلوب أن كل مصطلح جديد في القرآن له تاريخ وهو يعكس مرحلة من مراحل تطور ظاهرة معينة. وحسب قول كاشتالوفا فإن لغة القرآن هي مصدر من المصادر التاريخية، ولا بد من دراستها بصورة مستقلة. ويرى ريزفان أن هذا الأسلوب يمكّن من تحديد الصلة بين تطور معاني المصطلحات القرآنية وتغير منْزلة الرسول ﷺ في المجتمع(١).
ويستند أسلوب التحليل السياقي إلى دراسات المستشرقين التي تختص بلغة القرآن، ولذلك استعرض ريزفان تاريخ تطور آراء المستشرقين حول هذه المسألة، فذكر أنه لفت نظر العلماء الغربيين في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي حين نشر كتاب Lexicon linguae arabicae in Coranum لصاحبه ويلميت، وذلك في هولندا عام ١٧٨٤م.
وكان المستشرقون يحسبون أن لغة القرآن هي لغة قريش حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ثم اختلفوا في هذه المسألة فظهرت النظريات المتنوعة والمتناقضة لكارل فوليرس وتيودور نولدكة وريجيس بلاشير وغيرهم.

(١) ريزفان، القرآن وعالمه، ص ٥٩.


الصفحة التالية
Icon