وحاول لامينس أن يفسر معاني الكلمات بقرائن الكلام بدون الرجوع إلى كتب التفسير، وكان مبدأ انطلاقه ادعاء أن اللغة القرآنية هي لغة مقتبسة. ومن العجب أنه لم يستدل على قوله هذا بنصوص المصادر غير العربية ولكن قام بدراسة الشعر الجاهلي.
وذكر ريزفان أن منهج لامينس استعمله المستشرق الألماني باريت في كتابه تعالىer Koran: Kommentar und Konkordanz المطبوع عام ١٩٧١م، وطوّره برافمان في كتابه The Spiritual رضي الله عنackground of ﷺ arly Islam (ليدين، ١٩٧١م) و إيزوتسو في كتابه God and Man in the Koran (طوكيو، ١٩٦٤) فأما برافمان فقد قام بوصف حياة العرب الاجتماعية والثقافية مستندا إلى تحليل معاني المفردات؛ وأما إيزوتسو فقام بتحليل المجموعات الموضوعية في القرآن.
وقد بنى أسلوب التحليل السياقي على تلك الفرضيات التي وضعها لامينس وأتباعه. وبيَّن ريزفان ماهية هذا الأسلوب في مقالته ((القرآن وثقافة الجاهلية. قضية المنهج البحثي)) فقال: ((إن هذا الأسلوب يبدأ بتعيين المجموعة الموضوعية للمصطلحات التي يسمى بها الأفراد والجماعات. وحداثة هذا المنهج أنه لا ينتهي إلى تحليل المصطلحات منفردةً؛ بل يشمل مجموعات المفردات ودلالات الكلمات اللفظية. ثم تحليل المفردات القرآنية في سياق الكتاب بكامله لأن محمداً - أثناء تأليفه للقرآن - وضع مصطلحات جديدة لا يمكن فهم معانيها خارج هذا الكتاب. ثم تدرس مجموعة المصطلحات المعينة على أساس الآثار الأدبية لذلك العهد، ويجري التحليل القياسي الموضوعي للمجموعات اللغوية في الأشعار والقرآن))(١).
فكثير من استنتاجات المستشرق الروسي مبنية على التحليل السياقي وسنفصل بعض آرائه حول كتاب الله في الفصل الثالث من هذا البحث إن شاء الله.
الفصل الثالث
النظرة الإسلامية لبعض آراء ريزفان الباطلة

(١) ريزفان، القرآن وثقافة الجاهلية. قضية المنهج البحثي، ص ٥٠.


الصفحة التالية
Icon