وفي هذا البحث سأحاول أن ألقي بعض الضوء على الأساليب والمناهج التي استخدمها المستشرق الروسي المشهور ((يفيم ريزفان)) ﷺ fim Rezvan للنيل من القرآن الكريم، فقد رتبت البحث على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وقائمة للمراجع.
أما الفصل الأول: فقد بينت فيه مكانة الكتاب المذكور في الاستشراق الروسي المعاصر وأضفت إليه نبذة عن مؤلفه.
أما الفصل الثاني: فقد تعرضت فيه لأهم المناهج التي سار عليها المستشرق الروسي لتشويه شخصية النبي ﷺ وتحريف معاني القرآن الكريم، وتاريخ جمعه وكتابته.
أما الفصل الثالث: فقد تعرضت فيه لموقف ((يفيم ريزفان)) من كتاب الله، وبيَّنت بطلان بعض ادعاءاته، ولم أتمكن من استقصاء جميع أقواله في حدود بحث واحد، ولكني أشرت إلى أهم ما يحتاج إليه طالب العلم الراغب في التعرف على كتابه ((القرآن وعالمه)).
أما الخاتمة فقد أوجزت فيها أهم ما انتهيت إليه خلال دراستي لبعض تصنيفات ((يفيم ريزفان)) وذلك بصورة إجمالية، كما قمت فيها بتقويم حالة مدرسة الاستشراق الروسي ومهماتها في عصرنا هذا، وبيان بعض التدابير التي لا غنى عنها في مقاومة الدعوة الاستشراقية بين الشعوب الناطقة باللغة الروسية.
الفصل الأول
حول كتاب القرآن وعالمه ومكانته في الاستشراق الروسي
في عام ٢٠٠٠م نشر مركز الاستشراق بمدينة سانت بطرسبورغ كتاب «القرآن وعالمه» لصاحبه يفيم ريزفان، والذي يعد كتاباً شاملاً للدراسات القرآنية في روسيا. ومن المعلوم أن موقف الحكومة السوفياتية من الدين لم يمهد سبيلاً للدراسات الإسلامية، ولعل معهد الاستشراق بمدينة بطرسبورغ (لينينغراد سابقا) كان المعهد الوحيد الذي اعتمدت فيه خطة شاملة لدراسة الاسلام ديناً وثقافةً. وقد حافظ أساتذة هذا المعهد على التقاليد التى شكلها الجيل السابق من المستشرقين، وكان من الطبيعي أن يكون كتاب «القرآن وعالمه» وفق تلك التقاليد.