ويسعى ريزفان في إثبات قوله بأن بعض نصوص القرآن مقتبسة من كتب اليهود والنصارى. ولا يعدّ عدم وجود ترجمة كتبهم إلى اللغة العربية في عهد النبي ﷺ حجة على فرضيته، فيعتمد على شهادة الآثاريين بأنه وُجدت بدمشق أربعة رقوق فيها ترجمة المزمور السابع والسبعين إلى اللغة العربية المكتوبة بالحروف اليونانية. ومما يجدر بنا ذكره أن هذه الرقوق مؤرخة في القرن التاسع الميلادي، مما لا يوافق فرضية ريزفان. ولذلك يميل المستشرق الروسي إلى احتمال بيرنار ليفين ونائب أبّوت أنه قد يُنسب إلى القرن السادس الميلادي. ثم يذكر ريزفان أن الدلائل غير المباشرة تدل على أن الطقوس التي احتوت على بعض نصوص الكتاب المقدس مورست باللغة العربية حتى في القرن الرابع، وذلك بالعراق والشام(١).
وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن المشركين كانوا يقولون إن محمداً إنما يعلمه بشر، ويشيرون إلى رجل أعجمي كان بين أظهرهم. وذكر ابن كثير في تفسيره أنه كان غلاما لبعض بطون قريش، وكان بياعاً يبيع عند الصفا، وربما كان رسول الله ﷺ يجلس إليه ويكلمه بعض الشيء(٢). فأنزل الله تعالى راداً على المشركين في افترائهم: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پپ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [النحل: ١٠٣ ]؛ وقال تعالى: ژ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ - چ چ چ چ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الفرقان: ٤ – ٥].

(١) المصدر نفسه، ص ١٠٣.
(٢) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ٢/٧٦٤.


الصفحة التالية
Icon