أما ريزفان فهو يقارن الآيات الكريمة بالأشعار والأمثال وأيام العرب ويرضى بكشف بعض الميزات المتشابهة. ومن الغريب أنه في مثل هذا المقام الخطير اكتفى بالرجوع إلى كتب المستشرقين باللغات الأوروبية ولم يكلف نفسه الرجوع إلى النصوص الأصلية العربية، وذلك عند بحثه في الشبه بين السور التي تستفتح بكلمة ((إذا)) وبين حلف عبد المطلب وبني عمرو من خزاعة. فيستشهد ريزفان بترجمة نص الحلف المذكور إلى اللغة الإنجليزية من كتاب Pacts and treaties in pre-Islamic ﷺrabia. Cambridge History of ﷺrabic Literature للمستشرق سرجانت(١).
ولو رجع إلى النص العربي لوجد أن ذاك الكتاب لم يستفتح بكلمة ((إذا)). وقد ذكر العلامة الأخباري أبو محمد بن حبيب الهاشمي في فصل حلف عدي وبني سهم من كتابه ((المنمق في أخبار قريش)) أن أبا قيس بن عبد مناف بن زهرة كتب كتابا لعبد المطلب وكان ذلك الكتاب: ((هذا ما تحالف عليه عبد المطلب ورجالات بني عمرو من خزاعة ومن معهم من أسلم ومالك تحالفوا على التناصر والمؤاساة حلفا جامعا غير مفرق الأشياخ على الأشياخ والأصاغر على الأكابر والشاهد على الغائب تعاهدوا وتعاقدوا ما شرقت الشمس على ثبير وما حن بفلاة بعير وما قام الأخشبان وما عمر بمكة إنسان حلف أبد لأطول أمد يزيده طلوع الشمس شدا وظلم الليل مدا)).
وتنتهي دراسة الأدلة الواهية للمستشرق الروسي بتأكيد الحقيقة التي لا يزيغ عنها إلا هالك وهي أن القرآن كلام الله عز وجل، وله خصائص ميزته عن كلام البشر. فألفاظه بلغت الذروة في الفصاحة، وبلاغته السامية في الألفاظ والمعاني والبيان والروابط وهي الحروف، وله سلطان على نفوس البشر، وهو كلام معجز بما جاء فيه من الآيات والبراهين، كما قال تعالى:
ژ ؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ژ [هود: ١٣ – ١٤].

(١) ريزفان، القرآن وعالمه، ص ١٠٧.


الصفحة التالية
Icon