قوله بأن نص القرآن المتفق عليه لم يظهر إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم:
وإلى جانب القول بأن النبي ﷺ ألف القرآن مستعملا كتب أهل الكتاب وشعر الجاهلية، فإن ريزفان يدَّعي في أكثر من موضع أن النص الرسمي للقرآن الكريم استقر بعد موت النبي ﷺ أثناء الصراع بين الآراء المختلفة(١).
فيصرح المستشرق ريزفان بأن الرسول ﷺ توفي قبل أن يجمع المصحف الرسمي وأن في القرآن إشارات إلى أنه ﷺ أراد ذلك. فيستدل على استنتاجه بالآية التي ليس لها أي علاقة بهذه المسألة، وهي قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟؟ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [طه: ١١٤].
وقال ابن كثير: ((وقوله: ژ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ كقوله تعالى في سورة لا أقسم بيوم القيامة ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [القيامة: ١٦ - ١٩ ] وثبت في الصحيح (٢) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعالج من الوحي شدة، فكان مما يحرك به لسانه، فأنزل الله هذه الآية يعني أنه عليه السلام كان إذا جاءه جبريل بالوحي، كلما قال جبريل آية قالها معه من شدة حرصه على حفظ القرآن، فأرشده الله تعالى إلى ما هو الأسهل والأخف في حقه لئلا يشق عليه، فقال: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟ ؟ ؟ ژ أي أن نجمعه في صدرك، ثم تقرأه على الناس من غير أن تنسى منه شيئاً ژ ؟ ؟ ؟ ؟ - ؟ ؟ ؟ ؟ ژ وقال في هذه الاَية ژ پ پ پ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ أي بل أنصت، فإذا فرغ الملك من قراءته عليك فاقرأه بعده))(٣).

(١) المصدر نفسه، ص ٢٣٣.
(٢) صحيح البخاري ١/٢٩ _ مع الفتح _ كتاب بدء الوحي برقم ٥.
(٣) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ٣/٢٢٣.


الصفحة التالية
Icon