ويزعم ريزفان أن النبي ﷺ قام في آخر عمره بترتيب المصحف الرسمي قاصدا بذلك تأليف الكتاب مضاهاة لكتب اليهود والنصارى المقدسة. وقد توفي ﷺ قبل إتمام هذه المهمة ولكن تم حفظ الوحي في كتابات كتّابه وأتباعه. ويؤيد ريزفان هذا الرأي بالحديث بأن جبريل عرض القرآن على النبي ﷺ في العام الذي قبض فيه مرتين(١).
وقد ظهرت - حسب رأي المؤلف - في مدة عشرين عاما بعد وفاة النبي ﷺ خمسة مصاحف مختلفة على الأقل. ويشير إلى أن أهل حمص ودمشق اتبعوا رواية معاذ بن جبل، واتبع أهل الكوفة رواية ابن مسعود، وأهل البصرة رواية أبي موسى الأشعري، وأهل الشام رواية أبي بن كعب. ثم قال إن روايات القرآن جمعت في المدينة على الوجه الأكمل(٢).
ثم يشير ريزفان إلى أن روايات الصحابة كانت تختلف بعدد الآيات وترتيب السور، وزيادة الكلمات ونقصانها، والميزات الإملائية، مما يوهم القارئ بوجود عدد من المصاحف في عهد الصحابة رضوان الله عليهم.

(١) ريزفان، القرآن وعالمه، ص ١٧٠. والحديث في هذا رواه البخاري وغيره.
(٢) المصدر نفسه، ص ١٧١.


الصفحة التالية
Icon