ثم قال: ((وقد ذكر أبو عبيد القراء من أصحاب النبي ﷺ فعدّ من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعدا وابن مسعود وحذيفة وسالما وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة، ولكن بعض هؤلاء إنما أكمله بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يرد على الحصر المذكور في حديث أنس، وعدَّ ابن أبي داود في ((كتاب الشريعة)) من المهاجرين أيضا تميم بن أوس الداري وعقبة بن عامر، ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذا الذي يكنى أبا حليمة ومُجمِّع بن جارية وفضالة بن عبيد ومسلمة بن مخلد وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وممن جمعه أيضا أبو موسى الأشعري ذكره أبو عمرو الداني، وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص وسعد بن عُبادة وأم ورقة))(١).
هذا، وعدد الصحابة الذين حفظوا كتاب الله وجمعوه في عهد النبي ﷺ لا يمكن تحديده، ولا شك أنه يقدر بمئات. والله أعلم.
قوله بأن أقدم مخطوطات القرآن تختلف عن نص القرآن المتفق عليه:
يعتني ريزفان عناية خاصة بمخطوطات القرآن وذلك لبيان موقفه من القرآن على أنه أثر أدبي وثقافي. ويعتني المستشرق الروسي بتطور الخطوط العربية، ووصف أدوات الكتابة، وطرق تصنيع الأوراق وإعدادها.

(١) المصدر نفسه، ٩/٦٥-٦٦.


الصفحة التالية
Icon