ويرى أن أكبر مشكلة في تحليل المخطوطات الموجودة هي عدم إمكان ضبط تاريخها، وتحديد مكان كتابتها؛ لأن أصحابها كانوا يقطعون مسافات بعيدة، كما أن أماكن العثور عليها تختلف عن أماكن كتابتها في كثير من الأحيان. ويزعم المستشرق أن أقدم مخطوطات القرآن هي الصحف المؤرخة في القرن الأول الهجري (عام ٧١٢ أو٧١٣م) والنسختان المؤرختان في القرن الثاني الهجري (عامي ٧٢٠ و٧٢٥م). ويقول: وقد استُعملت إلى وقتنا الحاضر عدة طرق لضبط تاريخ أقدم المصاحف. ولكن كلها – مع الأسف – كانت غير كافية للإجابة عن السؤال الأساس وهو: هل كان النص القرآني التام موجوداً في القرن الأول الهجري؟ والطرق الحديثة تعطينا إمكان ضبط تاريخ أي من المخطوطات مع إمكان الخطأ في حوالي ١٠٠-٢٠٠ عام. وهذا لا يكفي لأداء المهمة المنصوبة كما لا يخفى.(١)
ويشك ريزفان في صحة التاريخ المعتمد على تحليل الخطوط والزخارف؛ لأن نسّاخ المصاحف كانوا محافظين على مماثلة خطوط سلفهم، وإن كانت قد خرجت عن الاستعمال.(٢) ويشير إلى أن النسّاخ ربما كانوا يزخرفون المخطوطات المتأخرة بالطريقة التي كانت تُستعمل في وقت متقدم. ومن جهة أخرى فإن بعض النساخ كانوا يتركون أماكن فارغة بين السور ما أمكن الناس من إملائها في الزمن المتأخر.

(١) ريزفان، القرآن وعالمه، ص ١٩٣.
(٢) المصدر نفسه، ص ١٩٥.


الصفحة التالية
Icon